مازن صاحب منذ التحول الى تطبيقات دولة بنظامين، شيوعي – اشتراكي ورأسمالي استثماري، تصاعدت خطوات بكين الاستراتيجية نحو نموذج الحزام الاقتصا...
مازن صاحب
منذ التحول الى تطبيقات دولة بنظامين، شيوعي – اشتراكي ورأسمالي استثماري، تصاعدت خطوات بكين الاستراتيجية نحو نموذج الحزام الاقتصادي لمعالم طريق الحرير الجديد، هذا التهديد الذي توقفت عنده مراكز الأبحاث الامريكية والاوربية لاسيما وان رياح الحرب الباردة العائدة في الحرب الأوكرانية تتطلب تفاهمات جعلت الصين توظف الازمة لمصالحها الاستراتيجية اقتصاديا وعدم الاندفاع نحو معاداة السياسات الامريكية الاوربية بشكل مباشر في هذا الملف بالذات.
اليوم نجحت السعودية في ضرب اكثر من عصفور بحجر الصين، الأول إعادة ترتيب البيت الخليجي ضمن اطار رؤية 2030 السعودية ، وتوظيف الماكنة الاقتصادية الصينية في تعجيل خطوات تطبيق هذه الرؤية بعد ان تلكأت الشركات الامريكية في الإيفاء بالتزاماتها بعد ان ربطت بين ملف حقوق الانسان السعودي لاسيما في قضية مقتل "خاشقحي" الشنيعة وعدم موافقة الرياض على دعم موقف الحزب الديمقراطي في الانتخابات النصفية للكونغرس بتخفيض أسعار النفط مما جعل الرئيس بايدن يرجع الى بلاده بعد زيارة الرياض وهو يدفع ثمن هذا الفشل سياسيا ، اما الحجارة الثالثة فكانت القمة العربية مع الرئيس الصيني، في تتويج واضح لرؤية 2030 السعودية والتي يمكن انتظار تسارع خطواتها خلال الأشهر والسنوات المقبلة .
عراقيا ، يطرح السؤال المتكرر عن قدرات الحكومات المتعاقبة على تعريف " العدو" في الرؤية الاستراتيجية لدولة ما زالت تدار بنظام مفاسد المحاصصة ؟؟
أي متابعة بسيطة للمناقشات على مواقع التواصل الاجتماعي مثل مجموعات الواتساب ، يمكن ملاحظة نقاط الاختلاف بين القوى السياسية المتصدية لسلطان الحكم في التعاطي مع أي رؤية استراتيجية لتعريف العدو والصديق وفق منهجية المصالح الوطنية العراقية فقط ، فكل حزب ما لديهم فرحون ، وحين يطرح هذا الملف للنقاش التفاعلي نتوقف امام هذه الميول والاتجاهات المتعارضة والمتضاربة ، فيما جميع الأطراف الخارجية لها رؤية وأصحه وصريحة ومفهومة، الصين الأكثر وضوحا في مشروعها للحزام والطريق ، فهي لم ولن ولا تكون بالضد من السياسات الامريكية بل شريك استراتيجي يحاول ان يعزز مكانته الاقتصادية بتعظيم نموذج نظامه الرأسمالي الاستثماري لضمان نجاح القسم الأكبر من اقتصاده الاشتراكي .
سعوديا، تبقى رؤية 2030 أيضا واضحة وصريحة في التعامل مع مرحلة ما بعد النفط واليات ديمومة الصدارة في النظام الإقليمي والدولي، هذا القطار السعودي يجر ضمنا عربات منظومة دول مجلس التعاون الخليجي التي خصص لها مؤتمرا خاصا ضمن وجود الرئيس الصيني، فيما تبقى الدول العربية كل حسب قدراتها في الاتيان بما تستطيع للشراكة الاستراتيجية في هذه الرؤية.
في المقابل، ركزت كلمات القادة العرب على الجوانب السياسية واستدركوا في مختصرات نقاط جوهرية عن الاقتصاد الأخضر ودور الشراكة مع الصين فيه ، فيما كان الأصل المفترض ان تتقدم النيات والمصالح الاقتصادية على احاديث السياسة لان مبادرة الحزام والطريق لن تتجاوز حالة القطبية في مجلس الامن الدولي في وضع دولي مضطرب بسبب الحرب الأوكرانية ، على ارغم من تكرار الموقف الصيني القديم الجديد عن أهمية رؤية عام متعدد الأقطاب ما زال في حالة نظرية لم تصل بعد الى التطبيق الفعلي .. ما دامت الصين تعد اكبر ممتلك للدولار الأمريكي بحدود ترليون دولار نقدا وسندات بنوك أمريكية واموال بنوك منقولة، ويعمل في جناح اقتصادها الرأسمالي الكثير من الشركات متعددة الجنسيات التي تمول من قبل بنوك أمريكية، لذلك لا غرابة ان تكون الشركات الصينية المستثمر الأكبر في الاقتصاد الإسرائيلي لاسيما موانئ الاستثمار للغاز في شرق المتوسط...ناهيك عن نموذج التفاهم بين الرئيسين الأمريكي الصيني في القمة الأخيرة التي عقدت بينهما ورسمت معالم عقد مقبل من التعاون بين البلدين .
عراقيا، اكتفى الجانب الرسمي بإصدار بيانات بلا رائحة إخبارية او تفاصيل عما يمكن ان يكون قد تحقق في هذه القمم للشراكة مع الصين او ضمن إطار الشراكة العربية الصينية وما يمكن ان ينتج في الغد المنظور من إنجازات متوقعة، فيما اكتفت بعض مواقع التواصل الاجتماعي على نقد الجانب البروتوكولي السعودي في استقبال رئيس الوزراء العراقي وموقعه في الصورة الختامية لقادة القمة العربية، مما يؤكد ان الكثير من النخب العراقية لا تنظر الى المستقبل الا من غربال نظام مفاسد المحاصصة.. بحثا عن أموال جديدة لتنهب كما سبق وان حصل في سرقات القرن ما بعد 2003 حتى اليوم.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!
ليست هناك تعليقات