الاوطان تبنيها الشعوب وليس الحكام او السياسيين

  بقلم  عبدالحسين عبدالرزاق يهتم البعض كثيرا بما يصرح به الحكام والسياسيون فيمعن فيها نظرا ويوسعها بحثا ويستفيض فيها شرحا وتحليلا وكأنه أزاء...

 

بقلم عبدالحسين عبدالرزاق

يهتم البعض كثيرا بما يصرح به الحكام والسياسيون فيمعن فيها نظرا ويوسعها بحثا ويستفيض فيها شرحا وتحليلا وكأنه أزاء فلسفة هيجل او كانت او نظرية النسبية العامة

لأنشتاين

وينسى ان هؤلاء ليسوا سوى طراطير وخونة  ولصوص وليس في كل ما تحدثوا به سابقا وما يتحدثون به اليوم او وغدا ما يشبع من جوع او يروي من ظمأ

لقد نسي الكثيرون من الكتاب والباحثين والصحفيين امرا مهما وهو ان الاوطان لا يبنيها الا الشعوب وليس ثمة من دور لأي حاكم او سياسي في ما حققته الامم من آمالها الكبرى

ومنذ ما قبل مؤتمر قمة الكاظمي وحتى هذه اللحظة وانا اقرأ ما خطته الاقلام من تعليقات وتحليلات لما كان قد حدث وهو تافه في كل المقاييس العلمية وغير ذي جدوى مهما بالغ في نتائجه المهللون وليس المحللين وعظموا من شأنه وسيدركون بعد حين انهم كانوا في حلم وان جميع ماذهبوا اليه ليس الا وهما

ولعل من الامور التي اغفلها المهللون والذين في كل عزاء يلطمون هو ان العراق بحضارته العريقة وتاريخه وشعبه هو من فتح الفتوح وليس هذا وذاك ممن لا يحسن شيئا

ان للعراق تراثه الحضاري والفكري والنضالي والقيمي فهو اكبر من جميع الحكام وسيبقى ويذهبون 

ولهذا فأن بناء عراق المستقبل لا يعتمد على ما يفكر به اهل الحكم والسياسة الجاهلون وانما يرتكز الى ما في هذه البلاد من عقول عظيمة وقدرات وطاقات بشرية مازالت لم يستثمرها احد

من هنا أي من احترام اهل العقول من علماء ومفكرين ومثقفين وادباء وفنانين وصحفيين واعلاميين حقيقيين تبدأ المسيرة الى الغد المشرق

وحتى يتحقق ذلك فلابد لنا من حماية هذه الثروات العقلية والذهنية من الانقراض

وعندها يفقد العراق قدرته على ان ينهض من كبوته هذه

ولهذا يتوجب علينا نحن الذين نمتهن الكتابة ان نضطلع بهذه المهمة وان نبذل ما عندنا من جهود خشية ان تغرق سفينتنا وعندها لاينفع الندم.