ثقافة الانفتاح والانحلال؟

د. أحمد العامري   يجب ان نميز الفرق بين أمرين وهما ان الانفتاح الثقافي ليس انفلاتا ولا انحلالا بل هو عملية ثقافيه تخضع لمجموعة القي...

د. أحمد العامري 

 يجب ان نميز الفرق بين أمرين وهما ان الانفتاح الثقافي ليس انفلاتا ولا انحلالا بل هو عملية ثقافيه تخضع لمجموعة القيم الأخلاقية، والسلوكية التي تحدد توجهات الشخص، والانفتاح الثقافي هو ركيزة اساسية لبناء مجتمع متقدم بعيدا عن التعصب والتطرف من خلال إعتماد القيم الجمالية في عملية البناء والعلاقة مع الآخرين، وعندما نتطرق احيانا للثقافة الغربيه وانفتاحها ليس كونها مثلا  يقتدى بها أبدا بل لأنها حالة مهمة لتقارب المفاهيم فضلا عن تقارب المسافات الحضارية وهذه فرصة مهمة جدا كي نبدع  في إيصال رسالتنا الأخلاقية والثقافيه التي تجعل الآخر يتأثر بنا  كما نحن نتأثر بهم بحالات ومجالات، ولياخذو منا كما نأخذ منهم   وهذا هو الهدف الحقيقي ومن يتأثر بتجارب بيئات مجردة

 من الشروط إلاجتماعية السليمه يعد انحلالا وتخلفا لانه يؤدي  في احيان كثيرة الى انهيار المنظومة الاخلاقية للمجتمع، فالفهم المغلوط للانفتاح يؤدي الى نتائج وخيمه وهذا ما نراه في سلوك بعض الشباب سواء على مستوى الجامعه اوالبيت والشارع والأماكن العامه الأخرى متجاوزين مفهوم الحرية  والانفتاح الثقافي سواء كان في الملبس، والتصرفات، ضاربين  القيم  والتقاليد الحميدة والآداب بعرض الحائط وهم يمارسون سلوكيات منحلة ومشينة، وهذا حسب اعتقادي هي تعبير عن النقص والعقد التي يعيشها  هذا الفرد الذي  يتصور ان القيم الجمالية موجودة في المواطن الغربي حصريا  متناسيا  ان جماله بخلقه و بالطبيعة التي خلق عليها والسجايا و القيم الجمالية التي أودعها الله فيه فهو بهذا لا يحتاج الى تقليد الآخرين ليكون مميزا، او إنسانا، او ناجحا، أو مثقفا، أو منفتحا حسب اعتقاده ولكن عليه أن يفهم حقيقة نفسه والحفاظ عليها من المنزلقات فكلما ارتقى  الفرد باخلاقه وكان أكثر رزانة  سيكون محط إحترام الآخرين وجذبهم ومن المعيب جدا أن نرى جزءا من شبابنا منفلتا بمظهر بائس ومنحل الشخصية في تصرفاته  بالشكل الذي وصل حد الطغيان وهذا مؤشر سلبي  تتحمل مسؤوليته الدولة التي تفتقد لمؤسسات تكون قادرة على انتشال الشباب الذين لايميزون بين الانفتاح، والثقافة، والانحلال.