بغداد – خاص 

افاد الوكيل الفني لوزارة البيئة الدكتور جاسم الفلاحي انه" من الضروري أنْ نوضح أنَّ التغيرات المناخية هي جزء من مشكلة الجفاف والندرة المائية في العراق"، مضيفا " أرجو أنْ لا نحمل التغيرات المناخية - رغم أهميتها الكبيرة ورغم أننا مسؤولين كجهة قطاعية في هذا الموضوع - فما يعانيه العراق من شحة وندرة مائية يجب أنْ يكون واضحاً للجميع بسبب سياسات دول المنبع وعدم وجود عدالة في موضوع توزيع الحصص المائية للبلدان المتشاطئة واحد من الاسباب الرئيسية للندرة المائية لهذا البلد الذي زاد من تأثيراتها السيئة وتداعياتها الخطيرة و تأثير التغيرات المناخية المتمثلة في ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة".

وتابع الفلاحي على هامش دورة  ورشة نظمها ملتقى بحر العلوم للحوار بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي (UNDP) " أشار الأمين العام للأمم المتحدة سيد غوتيريتش الذي أكد أننا عبرنا مرحلة الاحتباس الحراري ونحن الآن في مرحلة الغليان"، متابعاً "إنَّ تركيز المتخصصون على هذه المفردة يعني أننا وصلنا إلى مرحلة الغليان، يعني أننا أمام مرحلة انقراض أنواع حيوانية أو نباتية قد تكون بداية لرؤية في بعض الأحيان لهياكل العظمية ومخلفات تاريخية لأنواع كائنات حية كانت سابقاً موجودة تأثرت بفعل هذه التغيرات المناخية".

بدوره شدد مدير عام التوعية والاعلام في وزارة البيئة امير علي الحسون على ضرورة ايلاء موضوع التغييرات المناخية الاهمية المطلوبة وان يعي الجميع حجم التاثيرات التي تتعرض لها المعمورة والعراق على وجه الخصوص، الامر الذي يحتم علينا ان تتظافر جهود الجميع من اجل مقاومة التحديات وتقليل تاثياتها على العراق. 

الحسون اشار الى ان وسائل الاعلام امام مهام وطنية تجاه هذا المفصل المهم وتقع عليها مهمة وطنية وكبيرة لتزعية وتثقيف المجتمع بما يجب ان يتبناه خلال السنوات القادمة وان يكون ركن من اركات الحل واحتواء تحديات التغيير المناخي. 

‏عاد الدكتور الفلاحي واكد ان " العراق يعاني بشكل كبير جداً من التغيير المتعاظم للتغيرات المناخية، ونحن نعاني من مشكلة أخرى لا تقل خطورة عن مشكلة تأثير التغيرات المناخية وزيادة معدلات درجات الحرارة وتراجع في النسب المائية، وهي ارتفاع غير المسبوق في نسبة الخصوبة"، مؤكدا "هناك تراجع في إيرادات الماء يصل إلى 40% مقابل 3% زيادة في أعداد السكان، وأنَّ هناك 33% من أبناء شعبنا يعيشون في القرى ويكون مصدر حياتهم الرئيسية الزراعة وتربية الحيوانات".

واعرب الفلاحي عن اسفه من ان هور الحويزة وبحيرة ساوة وبحيرة الرزازة وبحيرة الحبانية قد أوشكت على أن تختفي، مبينا ان "التراجع في نسب اغمار الاهوار العراقية تصل  إلى أقل من 20%، ومشكلة الجفاف وندرة المياه هي مشكلة خارجية وداخلية وطبيعيه أي هي مشكلة مركبة".


وأضاف بالقول " أكاد أجزم أننا لا نمتلك إدارة رشيدة لإدارة المياه والتعامل مع الكوارث والأزمات المحتملة والحتمية بطريقة الجهوزية والاستعداد، وسبب التركيز على هذا الموضوع لأننا نمر في ذروة الصيف وهناك طلب متزايد على المياه".